بعد أن أخذتني الحمية والحماسة مع أبناء بلدي وأثناء التجمعات في ساحة الإرادة للمطالبة بتعديل الدوائر الإنتخابية من 25 الى خمس دوائر ، شهدت مشهد بسيط وربما قد تناساه حتى من وقع بينهم المشهد ولم يحسبوا له أي حساب حتى أثناء وقوعه ، لأنه أتفه من أن يكون بالحسبان ، ولكن ، ليس بالنسبة لي ، فالمشهد على بساطته وعلى تفاهته كانت له دلالات سلبية ويرمز الى أمر داخل مكنونات الأنفس ، الحادث ببساطة وعلى بساطته ، انه كان راعي برد يقف قريبا من المتجمهرين في ساحة الإرادة يترزق الله ببيع برد لولو وبرد ذهب وبرد بو صاروخ ، رزق حلال ، مو عيب ولا حرام ، ومع ذلك توجه اليه أحد الشباب المنظمين للتجمع ونهره لوقوفه قريبا من التجمع ، وأمره بأن يقف في نقطة محدده ، وكأنه أمر عسكري ، في هذه اللحظة بالذات بدأت أعيد الأوراق وأعي ترتيب أفكاري ووجهة نظري في حملة ( نبيها خمسة ) ، وتسائلت بيني وبين نفسي : ما الهدف من تلك الحملة ؟ هل هي لتطبيق ارادة الشعب ؟ أم أنها فقط وسيلة للبحث عن البطولة وطلبا لمرضاة الذات ؟
لم يخب طويلا ، بعد أن تحققت إرادة الـ ( شعب ) بتحقيق بطولاته ، عفوا ، أقصد رغباته وتحققت الدوائر الإنتخابية الخمسة بدلا من الخمسة وعشرين ، توهق البطل ، وأصبح بلا مطالب وبلا قضية ، حده مو شي ، حين يطالب الشخص بحقه فتكون له قيمه بين الناس وله صوت مسموع ، ولكن بعد أن ينال حقه ، يذهب صوته ، يالها من مفارقة ويالها من سخرية .
وبعد أن اضحى المناضل بلا قضية وبلا نضال لم يبقى أمام المناضلين سوى أمر من اثنين ، أو انهم ينقون عيش بشارع الكورنيش ، أو انهم يتفاخرون ببطولاتهم ، وكان هذا حالهم ، وكم تكررت تلك الجملة من المناضلين الذين نادوا بتطبيق الدوائر الخمسة في المنتديات ، فما أن يتم طرح موضوع حتى لو كان مقارنة بين صوت نانسي عجرم ورقص الراقصة دينا ( على أساس اهتزاز الأحبال الصوتية لنانسي عجرم واهتزاز وسط دينا ) حتى ترى احدهم يقول : ( احنا اللي سويناها خمسة واحنا اللي حققنا مطالب الشعب واحنا واحنا واحنا اللي خرمنا التعريفة ) زين يا بابا وبعدين ؟ حققتوا مطالبكم ، Wahts next ? طبعا نوثنغ نكست ، صدقوا نفسهم الجماعة وسوولهم منتدى ومو ناقص الا انهم يسوون تمثال حق محمد الخطيب ويحطونه بساحة القرادة .
واليوم .. هانحن نرى نتاج الدوائر الخمسة ، السؤال المطروح هو : هل النتيجة تستحق العناء ؟ هل تغير الوضع عن السابق ؟ بعد أن جائت نتائج الإنتخابات مخيبة للآمال بل هي أسوأ إنتخابات عاصرتها فلا أقول سوى : ماطاح الا انبطح ، فلا الدوائر الخمس أفضل من الدوائر الخمس وعشرون ، ولا النتائج أفضل مما كانت عليه في السابق ، بل بالعكس ، ظهر الحجم الحقيقي لبعض الرموز الديمقراطية ، ناهيك عن سقوط الأقنعه و الكشف عن الوجه الحقيقي لبعض الفئات التي لا ولاء لها للبلد ، والتم المتعوس على خايب الرجا ، واللهم لا شماته .
الاثنين، 19 مايو 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليقان (2):
ee wallah 9ig e3fisona 3l 5ams ..
bs yumkin one good thing happened from it .. shira2 al a9wat .. 6a7 soghum this time..
wl dalel anhum ma fazaw this time :)
al7imdelllah .. shay zain a7san mn wala shay.
inshalah meta ma 7allaw hl maglis soon .. enshof mino bikonon the new members ;)
اسلوب رائع بالكتابه
تحيه
إرسال تعليق